الأحد، 21 أبريل 2013

متى الساعة ؟




الحمدلله الواحد الأحد , الفرد الصمد , والصلاة والسلام على من تفديه النفس والمال والوالد والزوج والولد, وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه إلى يوم الدين وبعد 

فقد جاء في الصحيح‏أن رجلا من أهل البادية أتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله متى الساعة قائمة قال ويلك وما أعددت لها قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال ‏ ‏إنك مع من أحببت فقلنا ونحن كذلك قال نعم ففرحنا يومئذ فرحا شديدا فمر غلام ‏ ‏للمغيرة ‏ ‏وكان من أقراني فقال إن أخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة. 

وجاء في الصحيح أيضا ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أن رجلا سأل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن الساعة فقال متى الساعة قال وماذا أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏أنت مع من أحببت قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنت مع من أحببت ‏ ‏قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فأنا أحب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأبا بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم ‏ 


وجاء في سنن ابن ماجة رحمه الله عن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة ‏ 


ولسنا نجد اليوم صورة قد تجلت فيها هذه المعجزة النبوية أوضح من الإعلام . 

الإعلام الذي تحمل أمانة الكلمة فخانها . 

وحمل رسالة التوجيه فغدر بها . 

الإعلام الذي نطق بفم العدو وعن فكره . 

الإعلام الذي دس السم في السم وليس في العسل فإنه لايجنى من الشوك العنب. 

الإعلام الذي تمتع بسياسات لو وضعت على جبل أصم لفلقته ولكنها حبر على ورق غير خاضعة للتطبيق . 

الإعلام الذي استكتب السفلة غالبا والسفهاء ومعوقي الفكر والرأي ليقولوا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ماليس فيه. 

الإعلام الذي نشر صورة سيئة عن الدين وأهله وصور الشعوب المسلمة وكأنها شعوب الأغنيات والمسلسلات والتوافه من الأمور. 

الإعلام الذي يتباكى على الرذائل بكاء العفاف على الفضيلة إن ضاعت. 

الإعلام الذي أقصى الحقيقة وغيَّبها وأظهر النشاز من الأفكار وجعله السائد . 

الإعلام الذي لا تكاد تفرق بينه وبين إعلام العدو إلا في الشعار والاسم . 

نعم إنه الإعلام وليس غيره. 

كيف لنا أن ننسى دوره وما من بيت وبر ولا مدر إلا وفيه سهم من سهامه إلا من عصم الله . 

كيف ننساه وهو يطعننا في خواصرنا كل لحظة. 

كيف لا نعتبره علامة من علامات الساعة وعنوانا لضياع الأمانة وهو وفي أحلك المواقف وأصعبها يمارس سياسة الخداع حتى ليخال لك أنك تقرأ للعدو وليس لمن جعلته أمينا لكلمة الحق وداعية لمنهج الصدق . 

آهٍ كيف لا نمقت الإعلام وله في كل ناحية صريع . 

كيف لانكرهه وهو إن شتم النبي صلى الله عليه وسلم ناقش ما يفسد على الأمة وحدتها من المشكلات . 

وإن نشط الحق هاجم الدعاة والآمرين بالمعروف من كل الاتجاهات. 

وإن سمع خبرا تضيق به صدور الموحدين جعل له في جوانبه عرسا. 

وإن كان يوم ذل على الأعداء أقام المآتم وأرغى وأزبد وكأنه هو المكلوم المهموم , 

وإن سمع إشاعة عن داعية أو صالح أو مناضل ومجاهد نشرها وكأنها نص من الكتاب العزيز . 

وإن وجد الظالم متلبسا بالفساد وكأنه الشمس في رابعة النهار جعل يحذر من الإشاعات ويجرم نقلها بين الناس. 

كيف ننسى ماضيه وحاضره وهو حاضر بكل وسائله المرئية والمسموعة والمكتوبة , حاضر بأغانيه ومسلسلاته وبأطروحاته عن الفن والكرة والمرأة والاختلاط والتبرج والسفور . 

وحاضر بمقالاته عن الآخر والنيل من المجاهدين وتشويه سمعة عبادالله الصالحين والتندر بهم 

حاضر بكتابه الذين يشككون بالثوابت ويلمزون الشعائر ويطالبون بنبذ القديم تحت مسمى الحداثة والتجديد. 

حاضر بدعاياته التي أخرجت المرأة وامتهنت كرامتها وجعلتها محلا لترويج السلع والمنتجات . 

حاضر بغثه وغثائه , بمفكريه وأدبائه , ورجاله ونسائه , وبكل توقيعاته وأسمائه إلا مارحم الله . 

حاضر بعد أن غابت عن المقالة الهادفة في سلة المهملات لأنها لم تعجب الرقيب . 

حاضر بعد أن خُنقت منه أصوات الحق التي تقوله دون محاباة ومجاملة لهذا أو ذاك. 

حاضر بعد أن منع منه من لايعجب فلان من الناس والذي لايعجبه إلا أن تقول للمرأة قودي واخلعي حجابك وانبذي عفافك . 

لا يرضى عنك حتى تكون صوفيا تمجد الصوفية و رافضيا تدعو إلى الرفض ومنسلخا تدعو إلى التغاضي عن الكافر ومعايشته تحت مسمى الآخر. 

فإن فعلت فقد رضي عنك وأقرب منزلتك وإن أبيت فأنت الإقصائي المتشدد , الوهابي المتخلف . 

فهل بعد هذا يبقى بيان أبين ؟ 

هل بعد هذا نشك أننا في آخر الزمان وأننا ننتظر الساعة؟ 

هل بعد هذا سنثق بإعلامنا إلا مارحم ربي؟ 

كم كنت أتمنى أن تكون تلك السياسات التي نقرأ أحرفها فنبكي حقيقة ماثلة لا ضربا من الخيال والأمنيات. 

يا ولاة الأمر لقد أسند الأمر إلى غير أهله وبهذا تضيع الأمانة. 

ألا هل بلغت اللهم فاشهد 

ألا هل بلغت اللهم فاشهد 

ألا هل بلغت اللهم فاشهد 

كلمات كتبتها بدمعي حرقة على بلد أعتبره منبرا للإسلام وأخاف في يوم من الأيام أن تتكسر أعواده 

بلد أعتبره حصن الإسلام وأخاف في يوم أن تتهدم حيطانه 

والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

وكتبه 

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش 

0 التعليقات:

إرسال تعليق