الجمعة، 3 مايو 2013

وائل قنديل يكتب : رسالة غاضبة عن البلاك بلوك






تلقيت هذه الرسالة الغاضبة من قارئ عزيز يقيم ويدرس فى إيطاليا، أنشرها كما هى بلا حذف على الرغم مما تحمله من قفز على حقائق وإلقاء اتهامات جزافا:

العزيز وائل قنديل:

أرجو أن يتسع صدرك هذه المرة لرسالتى، وأريد أن أبدأ معك بمقولة المناضل الثورى الأمريكى مارتن لوثر كينج: «المصيبة ليس فى ظلم الأشرار بل فى صمت الأخيار».

والآن سيدى الفاضل بات من المستحيل علىَّ تحمل ما آراه من مشاهد خاصة عندما يقوم الفصيل الثورى «النقى والكامل الثورية»! بتصفية حساباته مثل النظام الذى ثار عليه، ويقترف نفس الجريمة النقراء (الصحيح النكراء) التى كان يعانى منها أيام المخلوع ويقوم بالمداهمات الليلية والتفتيش وينشر الذعر فى منزل أسرة فى الهجيع الأخير من الليل، ثم يختطف شابا من شباب الثورة ملفقا له تهمة الانضمام للبلاك بلوك وحيازة سلاح نارى وقلب نظام الحكم. قل لى بالله عليك ماذا يحدث؟ أهان عليهم شبابنا الذى كان طليعة هذه الثورة التى أوصلتهم للحكم لهذه الدرجة؟. أيقوم الذى ظلم قبلا بظلم من وقف معه فى ميدان التحرير «يدا واحدة» فى مواجهة زبانية المخلوع ورجال أمن نظامه؟. وكل هذا يحدث لأن محمود صفوت معارض للإخوان وتغلب على ممثليهم فى انتخابات اتحاد الطلاب فى جامعة حلوان!.

وسط هذا التيه الذى نعيشه وفى ظل الضباب الذى يعمى أعيننا عن رؤية الحقيقة يقف المرء حائرا ولا يعرف من معه الحق ومن جانبه الصواب، ولكن عندما تكون قريبا من حدث وتضعك الظروف لتتعرف على مجموعة من الشباب الذين سبقوك إلى الميدان وترى فيهم الأمل الذى سعينا جميعا من أجله، وعندما تقوم ومعك كتلة من الحماس والنقاء والثورية بتأسيس جمعية حقوقية وخدمية فى قرية من أشهر قرى الفيوم وهى قرية مطرطارس المسماه ببلد العلم والإيمان، وعندما ترى هؤلاء الشباب الذين منهم محمود صفوت أصحاب عقول راجحة وناضجة ونقية يساعدون أهل بلدهم فى توفير الخدمات الأساسية وفى نفس الوقت يقومون بالتوعية والتثقيف السياسى بعد الثورة. لقد عرفت الشاب عن قرب فهو دمث الأخلاق ومتفوق (الثانى على دفعته)، ولكن عيبه الوحيد فيما أظن أنه قال لا، أنه نجح فى انتخابات اتحاد الطلاب ضد ممثلى الحزب الحاكم، أنه صوت من أصوات الحرية التى يريدون من كممت أفواههم قبلا أن يكمموا فيه.

أرى يا سيدى أنك تتحمل وزر هذا الشاب لأنك وفى ظل سعيك لتنقية الثوب الثورى من الشوائب التى علقت به بعد الانتخابات الرئاسية قمت بتشويه كل معارضى النظام حتى أصبحوا جميعا بلطجية وفلولا ومأجورين، فهل آن الآوان كى تقول كلمة حق، كى تنادى بالحرية لمحمود صفوت، كى ترد الدين لشباب الثورة الأنقياء، كى تعاود مراجعة أفكارك وقناعاتك وتقول إنك أخطأت بالتعميم. هذا أمل ورجاء من قارئ لكاتب يعتز دوما بأنه قارئ جيد ومتابع لمقالاتك.

كل الأمانى بدوام التوفيق والنجاح.

سامر قنديل، مدرس مساعد بقسم التاريخ، كلية الآداب جامعة عين شمس

حاليا فى منحة علمية لجامعة روما بإيطاليا

..وبعد

نشرت رسالة القارئ العزيز بكل ما بها من انفعال، وأضعها كبلاغ أمام النائب العام وجهات التحقيق للرد على ما جاء فيها وأكتفى فقط بأن أقول لصاحب الرسالة باقتضاب شديد إنه لم يحدث يوما أن قمت بتشويه معارضى النظام، ولم أستخدم التعميم فى وصف الجميع بالبلطجية والفلول والمأجورين.. كل ما طلبته وسأظل أبذل كل جهدى فيه أن نفصل جيدا بين التبر والتبن، بين العطر والعطن، أشعة الضوء وألسنة الحريق.. بين الثورة وبين الثورة المضادة التى تجد كل الدعم والاحتضان من محسوبين على هذه الثورة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق